هل تعزل أميركا “ديب سيك” عن الذكاء الاصطناعي؟ قيود مرتقبة تهدد مختبر الصين التقني

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير جديد، أن إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تدرس فرض قيود إضافية على مختبر الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” (DeepSeek)، في خطوة من شأنها أن تمنع المختبر من الوصول إلى شرائح إنفيديا المتقدمة، بل وحتى حظر تقديم خدماته للمستخدمين الأميركيين.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود متواصلة لتضييق الخناق على التكنولوجيا الصينية، خاصة في القطاعات الحساسة مثل الذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت ساحة المواجهة الرئيسية بين القوتين العالميتين.

ديب سيك تثير الجدل: من وادي السيليكون إلى قائمة الاستهداف

شهدت الأشهر الماضية صعودًا مفاجئًا لشركة “ديب سيك”، حيث تمكنت من جذب اهتمام مطوري الذكاء الاصطناعي الأميركيين من خلال تقديم نماذج قوية بأسعار تنافسية.

لكن هذا النجاح السريع لم يمر مرور الكرام، إذ بدأت الشكوك تدور حول كيفية تطوير هذه النماذج المتقدمة، وسط اتهامات ضمنية بسرقة ملكية فكرية، كان أبرزها من شركة OpenAI التي زعمت أن مختبر ديب سيك انتهك شروط الاستخدام و”نقّح” بعض نماذجها بطرق غير قانونية.

سباق الذكاء الاصطناعي: ترامب يعمّق إجراءات بايدن

تأتي هذه التطورات عقب قرار البيت الأبيض، الثلاثاء، بتوسيع نطاق القيود على بيع رقائق إنفيديا المتقدمة إلى الصين. وكان هذا القرار امتدادًا للقيود التي فرضتها إدارة بايدن في 2023، لكن إدارة ترامب الحالية تسعى الآن لفرض حظر أوسع وأكثر تأثيرًا على خدمات الذكاء الاصطناعي الصينية.

ويُتوقع أن تشمل هذه القيود الجديدة، بالإضافة إلى منع الوصول إلى الشرائح، حظر تقديم الخدمات البرمجية أو واجهات البرمجة (APIs) الخاصة بـ “ديب سيك” داخل الأراضي الأميركية.

صراع القيم: بين حماية الملكية الفكرية والمنافسة التكنولوجية

تكشف هذه التحركات عن عمق التوتر بين حماية الأمن القومي الأميركي من جهة، والسعي إلى الحفاظ على الصدارة التكنولوجية في عالم تتسارع فيه قدرات الذكاء الاصطناعي بشكل غير مسبوق.

ففي الوقت الذي تخشى فيه واشنطن من تفوق تكنولوجي صيني قائم على نماذج “معدّلة” من الشركات الأميركية، يرى البعض أن هذه القيود قد تفتح الباب أمام مزيد من الانقسام الرقمي العالمي، وربما تسرّع من استقلال الصين الكامل تقنيًا.

مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الانفتاح والحصار

لا شك أن “ديب سيك” أصبحت في قلب العاصفة، بين اتهامات بسرقة الملكية الفكرية وتهديدات بحظر الوصول إلى الأسواق الأميركية. وفي حال طُبّقت القيود الجديدة، فقد نشهد ولادة مشهد تكنولوجي عالمي جديد، تكون فيه جدران الحماية السياسية والتجارية أعلى من أي وقت مضى.

الأسئلة الكبرى التي تُطرح الآن: هل تصمد “ديب سيك” أمام هذه العاصفة؟ وهل تنجح أميركا في كبح جماح الصعود الصيني في الذكاء الاصطناعي؟ أم أن هذه القيود ستؤدي إلى تسريع وتيرة الابتكار المستقل في الشرق؟