ما هي شريحة آيرونوود الجديدة من غوغل؟ الجيل السابع من معالجات TPU لتسريع الذكاء الاصطناعي

في حدث “Cloud Next” السنوي الذي نظمته “غوغل” هذا الأسبوع، أعلنت الشركة عن إطلاق الجيل السابع من شريحة TPU، والتي أُطلق عليها اسم “آيرونوود”، لتشكّل أحدث إنجاز في سباق تسريع عمليات الذكاء الاصطناعي، خاصة في مجال الاستدلال (Inference) أي تشغيل النماذج المدربة فعليًا على بيانات جديدة.

وتأتي هذه الشريحة الجديدة استكمالاً لمسيرة غوغل في تصميم معالجات مخصصة للذكاء الاصطناعي، لكن ما يميز آيرونوود هو كونها أول شريحة TPU يتم تحسينها بالكامل لتأدية مهام الاستدلال بكفاءة عالية، مما يجعلها مهيّأة لتشغيل التطبيقات الأكثر تطورًا في عالم الذكاء الاصطناعي التوليدي والتوصيات الذكية.

مميزات شريحة آيرونوود: أداء خارق واستهلاك طاقة أقل

بحسب ما صرّح به أمين وفاهدات، نائب رئيس “غوغل كلاود”، فإن آيرونوود تمثّل “أقوى وحدة معالجة حرارية (TPU) لدينا، والأكثر كفاءةً في استهلاك الطاقة حتى الآن”.

وقد تم تصميم الشريحة بدقة فائقة لتناسب أحمال عمل الاستدلال على نطاق واسع، وهي مصممة لدعم المهام التي تتطلب استجابة لحظية تقريبًا مثل أنظمة التصنيف والتوصية، على غرار تلك المستخدمة في منصات التجارة الإلكترونية أو خدمات بث المحتوى.

تكوينات متعددة لتناسب احتياجات الشركات

ستتوفر شريحة آيرونوود لاحقًا هذا العام لعملاء “غوغل كلاود”، وذلك من خلال تكوينين رئيسيين:

  • مجموعة مكونة من 256 شريحة لمعالجة الأعمال متوسطة الحجم.

  • مجموعة ضخمة مكونة من 9216 شريحة تناسب الحوسبة الفائقة على مستوى المؤسسات الكبرى.

وتسعى غوغل من خلال هذه التكوينات إلى توفير مرونة كبيرة تتيح للمطورين والباحثين الوصول إلى قدرات الذكاء الاصطناعي بسرعة وكفاءة غير مسبوقة.

قدرات فائقة من حيث الأداء والمعمارية

تعتمد شريحة آيرونوود على تصميم معماري متقدم يدمج الأداء العالي مع الكفاءة الطاقية، حيث توفر المعالج:

  • قدرة حوسبة تصل إلى 4,614 تيرا فلوب في أقصى أدائها.

  • 192 غيغابايت من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) لكل معالج.

  • نطاق ترددي للذاكرة يبلغ 7.4 تيرابايت في الثانية.

كما تحتوي الشريحة على نواة خاصة مُحسّنة تُعرف باسم “SparseCore”، وهي مصممة لمعالجة البيانات المتفرقة التي تظهر عادة في تطبيقات التوصية، مثل خوارزميات اقتراح المنتجات أو المحتوى المناسب للمستخدم.

آيرونوود ضمن الحاسوب الفائق للذكاء الاصطناعي من غوغل

أكدت غوغل أن شريحة آيرونوود سيتم دمجها مستقبلاً ضمن الحاسوب الفائق للذكاء الاصطناعي الخاص بها، وهو بنية معيارية متقدمة ضمن “غوغل كلاود”، تجمع بين أقوى الموارد الحوسبية وتكنولوجيا الشبكات الحديثة لتحقيق أداء فائق في تدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

هذا التكامل يُمكِّن الشركات من تشغيل نماذجها بشكل أسرع وأكثر موثوقية، مع تقليل التكاليف الطاقية وتحسين الكفاءة.

المنافسة تشتد في سوق شرائح الذكاء الاصطناعي

رغم أن غوغل تواصل تعزيز حضورها من خلال شرائح TPU، إلا أن السوق يشهد تنافسًا حادًا مع شركات كبرى مثل:

  • إنفيديا، الرائدة في السوق بفضل معالجاتها الرسومية المتطورة.

  • أمازون، التي تقدم شرائح Trainium وInferentia وGraviton عبر “AWS”.

  • مايكروسوفت، التي تطور شرائح Cobalt 100 AI ضمن خدمات Azure.

وفي ظل هذا السباق، يبدو أن غوغل تراهن على شريحة آيرونوود لتقديم تكنولوجيا قادرة على الجمع بين الأداء العالي وكفاءة التشغيل، بما يخدم توجهاتها في مجال الحوسبة السحابية الذكية.

آيرونوود تمثل قفزة جديدة في عصر الذكاء الاصطناعي

مع التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي، تُعد شريحة آيرونوود خطوة استراتيجية من غوغل لتأمين مكانتها في عالم الحوسبة السحابية الذكية ومعالجات الاستدلال.

فبفضل التصميم المتقدم، قوة المعالجة، والكفاءة الطاقية، من المتوقع أن تكون آيرونوود أداة حيوية في دعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستقبلية، خاصة تلك التي تتطلب استجابة فورية في بيئات الإنتاج الحي.

إذا كنت مطورًا أو شركة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، فقد يكون من المفيد متابعة موعد طرح هذه الشريحة واستكشاف كيف يمكن دمجها في حلولك السحابية لتحقيق أقصى استفادة من إمكانيات الاستدلال المتقدمة.