تعود جذور الأزمة بين إيلون ماسك وشركة OpenAI إلى عام 2015، حين كان ماسك من أبرز المؤسسين للمشروع الطموح الذي انطلق بهدف تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض غير ربحية. لكن سرعان ما انسحب ماسك من الشركة، ليطلق بعدها شركته المنافسة xAI، ويبدأ بعدها فصل طويل من الخلافات.
وفي مارس 2024، قدّم ماسك دعوى قضائية ضد OpenAI ومديرها التنفيذي سام ألتمان، متهمًا إياهما بخيانة المبادئ الأصلية للشركة، وتحويلها إلى مشروع ربحي يسعى لجني الأموال بدلاً من خدمة الإنسانية كما كان معلنًا.
OpenAI ترد قضائيًا: اتهامات لماسك بالتشهير والتخريب
في تطور لافت، رفعت OpenAI دعوى قضائية مضادة، اتهمت فيها ماسك بتنفيذ حملة منهجية عبر منصته “إكس” بهدف تشويه سمعة الشركة والنيل من قيادتها. ووصفت الدعوى تصرفات ماسك بأنها محاولات عبثية تهدف لفرض سيطرته على الشركة، خاصةً بعد سعيه غير المباشر للحصول على مستندات داخلية بحجج واهية.
وأضافت OpenAI أن ماسك يسعى لتقويض المنافسين عبر القضاء، واصفة محاولاته الأخيرة بأنها “خدعة استراتيجية” تهدف إلى الاستحواذ على أصول الشركة وتقنياتها الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
مخاطر على مستقبل OpenAI التمويلية
لا تتعلق هذه القضية بالسمعة فقط، بل تهدد بشكل مباشر مستقبل OpenAI المالي، خاصةً وأن الشركة بصدد تنفيذ جولة تمويلية ضخمة تُقدّر بنحو 40 مليار دولار قبل نهاية عام 2025. ويتطلب ذلك الانتقال إلى هيكل ربحي منظم، وهي خطوة قد تتأثر سلبًا بتأخر الإجراءات القضائية أو المساس بثقة المستثمرين.
وقد عبّرت OpenAI عن قلقها من أن حملات ماسك تهدف لإضعاف الشركة وعرقلة تطورها في وقت حرج من مسيرتها، مطالبةً المحكمة بوضع حد لما وصفته بـ”الابتزاز القانوني المتعمد”.
المحكمة تدخل على الخط: متى تنطلق الجلسات؟
من المنتظر أن تبدأ جلسات الاستماع في ربيع 2026، وهو ما يترك المجال مفتوحًا لتصعيد المواجهة بين الطرفين خلال العام الجاري. يأتي هذا بينما يواصل إيلون ماسك تعزيز مكانة شركته xAI عبر الاستحواذ الكامل على منصة “إكس”، في خطوة تهدف إلى توسيع نفوذه في قطاع الذكاء الاصطناعي وتكامل البيانات والنماذج داخل نظامه البيئي الخاص.
هل يصبح الصراع علامة فارقة في تاريخ الذكاء الاصطناعي؟
تحمل هذه المواجهة القضائية أبعادًا تتجاوز النزاع بين شركتين، إذ تُسلط الضوء على صراع المصالح المتصاعد في قطاع الذكاء الاصطناعي، بين من يدافعون عن تطوير مفتوح المصدر وخدمة المجتمع، ومن يسعون إلى السيطرة السوقية والاستثمار المالي الضخم.
وبينما تؤكد OpenAI التزامها بالتحول إلى “أكثر مؤسسة غير ربحية كفاءة في التاريخ”، يواصل ماسك اللعب بأوراقه في الكواليس، ليصبح هذا النزاع من أبرز القصص التقنية المنتظرة في السنوات القادمة.
اترك تعليق